in

أسطورة طفل – الفيل الذي يعمل على توحيد شعبه – ديدييه دروجبا

مساؤكم ورد ⁦⁩ 

في بلد في أفريقيا اسمها ساحل العاج، أو كوت ديفوار  .. سميها زي ما أنت عايز تسميها، المهم إن البلد دي سنة ٢٠٠٢ اشتعلت فيها حرب أهلية، و البلد اتقسمت لقسمين، المتمردين بيسيطروا على القسم الشمالي، و الحكومة بتسيطر على القسم الجنوبي. الدنيا هناك مقلوبة و العداوة كل يوم بتزيد عن اليوم اللي قبله، ناس كتير راحت ضحية الحرب الأهلية دي، مباحثات و مفاوضات بيت القيادات السياسية من الطرفين، بس كل مرة كانت المفاوضات بتفشل و تفضل الحرب الأهلية فارضة نفسها كأمر واقع على الشعب الأيفواري. 

بس رغم إن الحرب الأهلية أنهكت الشعب الأيفواري إلّا أنهم كانوا بيلاقوا حاجة بيتجمعوا قدامها و بيجتمعوا عليها قلباً و قالباً .. ماتشات كرة القدم! آه زي ما بقولك كده، الناس اللي بتحارب بعضها الصبح دي بتقضي ليلة المباراة بيشجعوا نفس المنتخب و بيهتفوا لنفس الفريق و بينادوا بأسماء نفس اللاعبين!! 

و في الوقت الصعب اللي بيمر على البلد ده كان في كتيبة من كام و عشرين راجل من كوت ديفوار بيستعدوا علشان يبدأوا يلعبوا تصفيات كأس العالم ٢٠٠٦ في مجموعة بتضم (الكاميرون، مصر، ليبيا، السودان، و بنين) و إحقاقاً للحق و في ظل الظروف دي الموضوع صعب. ⁦⁩ 

في ٨ أكتوبر ٢٠٠٥ كانوا الرجالة دول بقيادة الفيل ديديه دروجبا رايحين يلعبوا ماتش مع منتخب السودان في السودان و مطلوب منهم يكسبوا فيتصدر المنتخب الأيفواري و يصعد لكأس العالم .. و قد كان. 

دخلوا اللاعبين لغرفة تغيير الملابس و دخل وراهم التلفزيون الوطني الأيفواري علشان يحتفلوا و هيييييه، دروجبا مسك المايكروفون على أساس هيعبر عن فرحته بالفوز و لكنه فاجئ العالم بخطابه المُلهم الموجه للشعب الأيڤواري بالكامل .. “الرجال و النساء في كوت ديفوار، من الشمال و الجنوب و الوسط و الغرب، نحن فخورون اليوم، كل الأيفواريين يمكنهم التعايش، لعبنا سوياً لهدف مشترك و هو التأهل لكأس العالم، نحن نعدكم بأننا سوف نحتفل بالوحدة بين الناس” ⁦⁩ 

و نزل دروجبا و زمايله على ركبهم على الهواء مباشرة و قالوا للناس “سامحوا، سامحوا، سامحوا” ⁦⁩ 

و بعدين ختم الكلمة اللي قالها ب .. ” من فضلكم ألقوا الأسلحة، أجروا الأنتخابات و الجميع سيصبح بخير.” 

اللي حصل بعد الكلمة دي إن المشكلة اتحلت بشكل جزئي فعلاً و بسبب موقف تاني عمله دروجبا انتهت المشكلة تماماً و قدر ديديه دروجبا أنه يُنهي الحرب الأهليه في بلاده و ده خلّاه رمز للسلام في بلده بس .. عاوزين نتكلم كرة شوية بقى .. 

أنا بعتذر عن الإطالة في الجزء ده بس حقيقي الكلام ده كان مهم، مهم علشان أقول لك إن كلمة أسطورة مبتتقالش على أي حد .. 

بالنسبة للمهاجم السفاح ديديه دروجبا ف أنا ذكرياتي معاه مش كتير، لأني مش مشجع لتشيلسي بس أنا بحب اللعبة الحلوة، و بحب اللاعب الراجل، و دروجبا كان واحد من الناس اللي بيخليك واثق ١٠٠٪ إنه حتى لو مسجلش أهداف فهو بذل مليون ٪ من مجهوده و في الآخر بردو كان بيسجل أهداف  

مشجعي تشيلسي كانوا محظوظين أنهم يعاصروا الراجل ده، اللاعب اللي كسب لقب أحسن لاعب أفريقي مرتين، و اللي في رأي الشخصي هو أحسن مهاجم أفريقي، مع احترامي لصاموييل أيتو و محمد صلاح و كل الصحبة الكريمة،  بس زي ما قلت لك اللاعيبة اللي زي دروجبا بتاخد قلبي من زمان. ⁦⁩

دروجبا انضم من مرسيليا لتشيلسي لما اشتراه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش بس في الحقيقة هو كان مطلب محدد جداً و لا غنى عنه من الداهية جوزيه مورينهو، و لو بصينا في الأندية اللي دربها مورينهو هنلاقيه كان بيحب النوعية دي من المهاجمين، المهاجمين اللي بتعافر و بتستغل قوتها الجسدية عشان تحارب الطواحين اللي بتلعب في خطوط دفاعات الفرق الأنجليزية، و دروجبا كان مميز جدا في الموضوع ده. 

دروجبا كان سريع جداً، قوي، و واقف ع رجله بدنياً بشكل مرعب، و الدليل ع كلامي أنه فضل يلعب لحد ٤٠ سنة  و مع ذلك كان في ناس كتير بتعيب عليه نقص المهارات، بس هو كان بيعوض النقص ده بتفوقه في الألتحامات على معظم المدافعين و ضرباته الرأسية المتقنة و تمركزه الأكثر من رائع جوا المنطقة و برّاها. ⁦⁩

مسيرة دروجبا رقمياً هايله، حقق بطولات في كل مكان لعب فيه، بس طبعاً النصيب الأكبر كان لتشيلسي، حقق الدوري الأنجليزي و كأس الأتحاد و الدرع الخيرية و حصل على لقب احسن لاعب في الدوري الأنجليزي و شوية حاجات تانية جنبها. ⁦⁩ 

و لو هنتكلم عن بطولة بالتحديد ف أنا بحب أفتكر بطولة أبطال أوروبا ٢٠١٢ اللي دروجبا و زمايله عملوا فيها حاجة أقرب للمعجزة لما تجاوزوا نابولي و برشلونه و رجعوا من أبعد نقطة ممكنة قدام بايرن في قلب الأليانز أرينا بهدف تعادل من الفيل دروجبا و بعدها كسبوا بضربات الجزاء، و حصدوا اللقب الأول و الوحيد في تاريخهم لحد دلوقت، و بالمناسبة دروجبا كان صاحب ضربة الجزاء الحاسمة في المباراة.  

على مستوى المنتخب مسيرة دروجبا كانت دايماً عظيمة لحد ما يقابل عصام الحضري، العفريت بتاع دمياط كان عالي قووي قووي على مهاجمين أفريقيا التُقال و بالأخص على دروجبا. عصام الحضري حرم دروجبا من بطولة ٢٠٠٦ و رجع في ٢٠٠٨ و وقف له بالمرصاد في ماتش نصف النهائي لما منتخب مصر كسب ٤-١ في ماتش العالم كله كان بيتوقع فوز كوت ديفوار، و لما وصل للنهائي مرة كمان في ٢٠١٢ خسر تاني قدام زامبيا ..  

كل الحقائق السلبية مع المنتخب دي متقللش أبداً منه لأنه في النهاية هو الهداف التاريخي لمنتخب بلده و أهم لاعب لعب في تاريخ البلد دي .. 

ناس كتير بيشوفوا لاعيبة تانيين هم أحسن محترفين أفارقة، زي صاموييل أيتو و محمد صلاح و غيرهم كتير بس في رأي الشخصي .. ديديه دروجبا هو أحسن لاعب أفريقي لعب في أوروبا لحد ما مسيرة محمد صلاح تنتهي و نقيّمهما ⁦⁩

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

هل أعجبك المقال ؟

كاسيميرو: البرازيل مرشحة للفوز بكأس العالم ويجب احترام منافسينا

هالر يعود للتدريبات مجدداً