in

عام الحزن والتحدي.. كيف يرى الروس الحرب؟

يعكس هذا الحوار بين الأفراد في روسيا توجهات مختلفة تجاه الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الناس في روسيا. ويتضح أن هناك روس يشعرون بالدفاع عن مصالح روسيا وحمايتها، ويرون الحرب كطريقة لتحقيق ذلك، في حين يشعر آخرون بالقلق بشأن التداعيات السلبية للحرب على الشعب الأوكراني والشعب الروسي على حد سواء.

ويجدر بالذكر أن الحرب في أوكرانيا قد تسببت في معاناة بالغة للشعبين الأوكراني والروسي، وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وتشكل الحرب تحديًا للمجتمع الدولي ويتطلب حلًا دبلوماسيًا وسلميًا يراعي مصالح الجميع.

تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة لأوكرانيا، ودعمت الانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا في حرب أهلية.

ترى الحكومة الروسية أنها تحمي مصالح الروس الذين يعيشون في أوكرانيا وتدافع عن الأمن القومي الروسي في المنطقة، بينما ترى الحكومة الأوكرانية وبعض الدول الغربية أن روسيا تسعى إلى التدخل في شؤون أوكرانيا وانتهاك سيادتها.

على الصعيد الدولي، دعت العديد من الدول الغربية روسيا للانسحاب من شبه جزيرة القرم ووقف دعم الانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا. وفرضت العديد من الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب دعمها للانفصاليين.

تعبر التصريحات المتضاربة التي صدرت عن سكان موسكو عن مدى انقسام المجتمع الروسي إزاء الصراع في أوكرانيا، فمن جهة تدعم بعض الأفراد الجهود الحربية التي تقوم بها الحكومة الروسية، فيما يعبر آخرون عن استيائهم وحزنهم لما يحدث في البلد الجار. يعكس هذا الانقسام عمومًا الصعوبات التي تواجه الروسيا في التعامل مع الصراع في أوكرانيا وتبعاته، حيث تواجه الحكومة الروسية ضغوطًا محلية ودولية بسبب تدخلها في الشأن الأوكراني، بينما يعاني الشعب الروسي من العقوبات الدولية والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عنها.

وتشهد روسيا منذ عدة سنوات ضغوطاً اقتصادية كبيرة نتيجة لعقوبات مفروضة عليها بسبب سياساتها في سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط العالمية التي تعتمد عليها الدولة بشكل كبير لتمويل ميزانيتها.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من الروس يشعرون بالفخر بقواتهم المسلحة ويدعمون سياسات الحكومة في الدفاع عن مصالح البلاد وتعزيز دورها على المستوى الدولي.

وفي الوقت نفسه، فإن هناك أيضاً جماعات وأفراد يعارضون سياسات الحكومة وينادون بإنهاء الحرب والتركيز على القضايا الداخلية مثل تحسين المعيشة ومكافحة الفساد وتعزيز الديمقراطية.

وتظل الحرب في أوكرانيا موضوعاً حساساً في العلاقات الدولية، إذ يدين الغرب إرسال روسيا لقواتها ويدعم الحكومة الأوكرانية، فيما تؤكد روسيا أنها تدعم الانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا وترفض أي تدخل خارجي في الصراع.

مع استمرار الحرب وتصاعد الأزمة بين البلدين، يعمل العديد من المجتمعات المدنية والمنظمات غير الحكومية على تقديم المساعدة للمدنيين المتضررين من الحرب في البلدين، بما في ذلك توفير المساعدة الإنسانية والطبية والغذائية والتعليمية.

يشير المقال إلى أن الحرب في أوكرانيا تسببت في تحولات كبيرة في الحياة اليومية للروس، بما في ذلك تأثيرات مادية ومعنوية، وأن هناك أشخاص يريدون السلام وانتهاء الصراع في أسرع وقت ممكن. كما يشير  إلى أن الحرب أدت إلى هروب مئات الآلاف من الروس الذين لا يوافقون على الحرب أو يخشون التجنيد الإجباري. وعلى الرغم من تحقيق روسيا بعض المكاسب الصغيرة في الصراع، فإنها ما زالت تسعى لتحقيق نصر كامل، وهذا يعني أن الصراع قد يستمر لفترة أطول.

Written by hicham mouzoune

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

هل أعجبك المقال ؟

سعد لمجرد حُكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات

رفض روسيا الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا