in

غزوة بدر اسبابها واحداثها

بعد ازدياد  اضطهاد  قريش للرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه هاجر الرسول والمسلمين الى يثرب التي عرفت بعدذلك باسم المدينه المنوره وهناك بدا الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء مجتمع جديد قائم على اسس التوحيد بالله والمؤاخاه بين الناس فبنى المسجد النبوي الشريف ليكون منبر يتلقى فيه المسلمين تعاليم الاسلام وتوجيهاته وآخى بين مهاجرين من اهل مكه وانصار من اهل المدينه حتى يزيد الترابط بينهم ولكن للاسف كل هذا لم يقلل المخاطر التي كانت تحيط بالمسلمي فقريش كانت تعلم مدى خطوره الدين الجديد على تجارتها الوثنيه وصممت على القضاء عليه باي شكل استولت على جميع اموال وبيوت المهاجرين واتفقت مع معظم القبائل العربيه على عدم الاستماع لمحمد صلى الله عليه وسلم ولدعوته فاصبح لا مفر من المواجهه مع قوى الكفر والطغيان

سياسة القتال في غزوة بدر

اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم سياسه حكيمه في القتال فهدفه كان اضعاف القوى الاقتصاديه لقريش بالاغاره على القوافل التجاريه المتجهه للشام فبدا في ارسال الثرايا ليعترض طريق هذه القوافل وعلى الرغم من عدم حدوث اي اشتباك الا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ارسل رساله ورد قوي على تربص قريش وغدرها بهم،

اول دورية استطلاعيه لغزوة بدر

في شهر رجب ثانيه من الهجره ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم دوريه استطلاعيه بها ثمانيه من المهاجرين بقياده (عبد الله بن جحش ) حتى تستطلع اخبار قريش بين مكه والطائف وخلال طريقهم التقت الدوريه مع قافله عائده  لمكه بالبضائع فقررت اطلاق بعض الاسهم حتى يرعبوهم ويسيطروا على البضائع التي معهم لكن للاسف احد الاسهم اصابت (عمر بن الحضرمي ) واثرت الدوريه اثنين من القافله ورجعوا بهم للمدينه وهناك غضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا من المسلمين ورفض انه ياخذ اي من الاموال التي اخذوها من القافله،

تحريم القتال في الاشهر الحرم

القتال  حدث في شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال وبالفعل استغلت قريش هذه الحادثه وبدات حملة التشهير ضد المسلمين وانهم يستحلون الدماء في الأشهر الحرم وأثاروا غضب العربعليهم

نزول الوحي  لاعطاء رخصة لمقاتلة  المسلمين لأعدائهم في اي زمان

الله سبحانه وتعالي انزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واعطي الرخصه للمسلمين لقتال العدو  في اي زمان وبهذا أصبحت المواجهه بين المسلمين وقريش قريبه جدا

في اوائل خريف الثانيه للهجره اتت اخبار للمدينه ان ابي سفيان خرج في قافله كبيره من مكه للشام فخرجت الرسول صلى الله عليه وسلم مع 200 مقاتل ليعترضوا طريقها لكن القافله تمكنت من الافلات بسلام فرجع المسلمون للمدينه في انتظار عودتها بالفعل وصلت اخبار ان القافله رجعت من الشام محمله بثروات كبيره  رأي  المسلمون انها خير تعويض عن الاموال التي استولت عليها قريش منهم

عدد من خرج لملاقاة العدو

فقد خرج 317 رجل وفي بعض الروايات 313 حتى يعترضوا طريق القالفله وكان معهم حوالي 70 بعير واثنان من الفرسان وهم

( ابن العوام )

الذي جعله الرسول صلى الله عليه وسلم قائد على الميمنه

اما الفارس الثاني

( المقداد ابن عمرو)

وجعله الرسول قائد على الميسره

في هذا الوقت وصلت الاخبار لابي سفيان أن المسلمين تحركوا لقطع الطريق عليه فقرر انه يبعث مبعوث لقريش ليستنجد بهم من الخطر الذي سيواجهه

الرسول الذي بعثه ابو سفيان كان اسمه( ضمضم بن عمر )  كان رجل شديد الذكاء والخبث فبمجرد اقترابه من مكه قطع ثيابه وجرح ناقته ونشر الدماء على وجهه وملابسه ودخل مكه وهو يقول بصوت عالي الغوث الغوث اللطيمه اللطيمه ففزعت الاهالي وبداوا في السؤال عن ماذا حدث وهو يكرر صراخه الغوث الغوث فعندما تجمعت الناس حوله قال لهم يا معشر قريش اموالكم مع أبي سفيان  قد تعرض لها محمد واصحابه الغوث الغوث اللطيمه اللطيمه  انزعجت جدا قريش لهذه الاخبار وبدأوا في تجهيز جيش لمواجهه المسلمين واشترك جميع قاده قريش وزعمائها في تجهيز هذا الجيش ما عدا (ابو لهب) الذي اناب عنه( العاص بن هشام ) وبلغ عدد هذا الجيش تقريبا حوالي ١٣٠٠ مقاتل  وانطلقوا سريعا نحو بدر ليلحقوا بالقافله

ابو سفيان في هذا الوقت كان يترقب اخبار جيش المسلمين فعند  معرفته بإقترابهم منه حول مسار العوده ناحيه الساحل غربا حتى يتجنب الوقوع اخيرا تحت ايديهم  ولما تاكد انه  أصبح في امان بعث رساله لقريش يبلغهم سلامته وسلامة من معه فبدات بعض الأصوات تنادي بالعوده وعدم القتال مع المسلمين ولكن ابا جهل صاح فيهم وقال انترك اموالنا ؟!! والله لا نرجع حتي نرد بدرا وتسمع بنا العرب وبجمعنا فلا يزالوا  يهابوننا جميعا فامضوا في طريقكم وبالفعل نجحت خطة ابو جهل واحرج الرجال  من العوده حتى لا يقال عنهم جبناء الا قبيله بني زهره بقيادة (الاخنث) فرفضوا قوله ورجعوا  جميعا وكان عددهم حوالي٣٠٠ مقاتل  فأصبح جيش قريش ما يقرب من ١٠٠٠ مقاتل

وصلت الاخبار لجيش المسلمين بتحرك قريش في عدد كبير جدا لملاقاتهم فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم قرار الحرب فالمسلمين كانوا خرجوا في عدد قليل للاغاره على قافله ولم يعدوا الحساب للخوف في حرب كبرى مع قريش ولما انعقد المجلس وقف قادة المهاجرين ليعلنوا تصميمهم على الاشتباك مع قريش مهما كان الثمن فوقف (المقداد بن عمر) بكل شجاعه وقال يا رسول الله نحن معك فابتسم الرسول واثني عليه وطلب راي الانصار فوقف(سعد بن معاذ) واعلن موافقة الانصار وتصميمهم الصادق على نصرة دين الله ورسوله .

بعد هذا الاجتماع بعث الرسول عليه وسلم (علي بن أبي طالب ) و( والزبير بن العوام ) رضي الله عنهما للاستطلاع فاستطاعوا الامساك  بولدين صغيرين عرف منهم الرسول صلى الله عليه وسلم عدد جيش الكفار واسماء قادتهم وبعدها خرج بنفسه حتى يستطلع  وعلم من اعرغبي ان الكفار عند العدوة  القصوى كان معسكر بجيش المسلمين عند العدوة الدنيا فرجع وامر الجيش بالتقدم نحو ماء بدر

في  اليوم السادس عشر من شهر رمضان وصل الرسول صلى الله عليه وسلم الى ماء بدر وهناك اخذ براي( الحباب بن منذر )وامر بتغوير جميع الابار التي هي ناحيه المشركين وبني حوض ليرتوا منه المسلمين ويضطر الكفار على مقاتلتهم وهم عطشانين

وفي خلال ليله المعركه انزل الله مطرا كثيرا على المنطقه فاتطمئن المسلمين وشربوا واغتسلوا وساهم هذا المطر انه يجعل الرمل تحت أقدامهم اكثر تماسكا فتسهل عليهم الحركه بشكل كبير  اما في الاتجاه الاخر فدان  قريش بشده من المطر فنظرا لطبيعة المكان أصبحت الارض تحتهم طينيه جدا وتصعبت عليهم الحركه والتقدم

يوم المعركه

وصلت قريش بجيشها واستطفوا في صباح يوم المعركه فنظم الرسول صلى الله عليه وسلم صفوف جيش المسلمين وجعل رماة الأسهم في الصف الخلفي والجنود في الصف الأمامي وبعد ان اطمئن على حالهم دعا لهم وانتظر الجميع بدايه القتال.

اول احداث المعركه

وقعت عندما تقدم احد رجال قريش وكان اسمه( الاسود بن عبد الاسد المخزومي )وحاول ان يشرب من حوض المسلمين او يهدمه عليهم ولكن (حمزه بن عبد المطلب)  اسرع واعترض طريقه وقتله قبل ان ينفذ خطته .

بعد هذه الواقعه ارسلت قريش ثلاثه من فرسانهم وهم (عتبه بن ربيعه) و (ابن الوليد ) واخوه( شيبه بن ربيعه) وطلبوا ثلاثه من قادة لمسلمين ليبارزوهم كعادة القتال في هذا الوقت فخرج لهم ثلاثه من الانصار ولكن قادة قريش رفضوا وطلبوا ان يكون الفرسان من المهاجرين من اهل مكه فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم (حمزه بن عبد المطلب ) و( عبيده بن الحارث) و ( علي بن ابي طالب) رضي الله عنهم لقتالهم وبالفعل بدات المبارزه بين الجميع واستطاع( علي بن ابي طالب) ان يقضي علي (الوليد ابن عتبه ) ونفس الحال كان ( لحمزه بن عبد المطلب) الذي قضي على خصمه( عتبه) بسهوله اما عبيده وشيبه فضرب كل واحد منهما الثاني ضربه مميته  لم يستطيع التحرك بعدها فمات( شيبه) بسببها في مكانه ونقل( حمزه وعلي بن ابي طالب) رضي الله عنهما( عبيده) الي الرسول صلى ألله عليه وسلم واستشهد بعدها بين يديه غضبت قريش جدا لمقتل قادتها وبدأوا يطلقوا السهام على المسلمين  واندفعوا بعدها للهجوم عليهم ولكن المسلمين وقفوا مكانهم ثابتين تنفيذا لأوامر  الرسول صلى الله عليه وسلم وبمجرد اقتراب جيش  المشركين تبادل المسلمين الصفوف فأصبح الصف الخلفي روماة الاسهم في المقدمة واطلقوا العديد من الاسهم نحو المشركين فبدات صفوف المشركين تضطرب واستغل المسلمون هذا الاضطراب وهجموا عليهم فاشتد القتاله جدا بين الطرفين وفي عز المعركه وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بكل ما اوتي من قوه اللهم انشدك وعدك اللهم ان شئت لم تعبد اليوم  ابدا وبعدها غلب النعاس على الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة قصيره وفاق  بعدها واخبر ابي بكر بسعادة ان الله قد بعث ١٠٠٠ من الملائكه لنصرة المسلمين

استمرت المعركه بعدها وكانت شديدة جدا على الطرفين فاقتحم الرسول ارض المعركه واخذ يقاتل مع المسلمين وهو يدعو الله بالنصر فتشجع المسلمين  عندما راوه وازدادوا في هجومهم على المشركين التي بدات صفوفهم تتفكك بشكل كبير

لحظة مقتل ابو جهل

تفرق الحرس الخاص بابي جهل وانشغلوا بالقتا

وهنا انتهز  ولدين صغيرين هذه الفرصه وهما (معاذ بن عمر ) و(معوض ابن عفران )وهما كانا يراقبان ابو جهل من بدايه المعركه وكانو اقسموا ان يقضوا عليه لانه سب الرسول  صلى الله عليه وسلم مرات عديده وفعلا انطلق (معاذ) وضرب ابو جهل ضربه بترت قدمه حتى نصف ساقه فوقع على الارض ينزف بشده وعلي الرغم ان( عكرمه بن ابي جهل)انطلق وضرب الغلام ضربه فصلت كتفها ان( معاذ) استطاع الهروب وزف الاخبار السعيده الى الرسول والمسلمين

انطلق بعدها (ابن مسعود)  باوامر من النبي صلي الله عليه وسلم  حتى حتي يتأكد من خبر وفاه( ابو جهل) وعندما رآه وسط دماؤه سأله( ابو جهل ) لمن الدائره اليوم فقال( ابن مسعود ) لله ورسوله والمؤمنين

بعد تفكك صفوف جيش المشركين ضعفت الروح المعنويه لديهم وبداوا الهروب بحياتهم

وبهذا انتهت المعركه بفوز ساحق للمسلمين على قوى الكفر والطغيان

عدد القتلي والشهداء والأسري

استشهد في معركه بدر 14 جندي من جيش المسلمين

وفي المقابل خسرت قريش ٧٠ مقاتل

وتم اسر 70 آخرين من افضل رجالهم

وغنم المسلمين منهم  غنائم كثيرة

يوم بدر سمي بيوم الفرقان لأنه كان بمثابة  تفرقه بين الحق والباطل  فنصر الله كلمته فيها وفرق بين مرحلة الضعف للمسلمين في المدينه ومرحلة القوة بعدها فكان هذا اليوم بمثابة بدايه عهد للدوله الاسلاميه

اترك تعليقاً

هل أعجبك المقال ؟

مشروع زبدة الفول السوداني

البئر الذي ألقي فيه سيدنا يوسف عليه السلام