لفترة طويلة، استخدم مصطلح “العمى العقلي” في وصف الأطفال المصابين بطيف التوحد. يعني هذا المصطلح أن لدى الأطفال المصابين بالتوحد ومتلازمة إسبرغر تأخرًا في تطوير مهاراتهم العقلية، مما يجعلهم يعانون من درجات متفاوتة من العمى العقلي. وبسبب هذا التأخر، يجد هؤلاء الأطفال سلوك الآخرين صعبًا في فهمه ولا يستطيعون التنبؤ به، ولديهم قدرات محدودة في التخيل.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات الأخيرة أن هذا المصطلح غير دقيق ويمكن أن يحد من احتمالات الاتصال العاطفي لدى هؤلاء الأطفال.
يمكن أن يكون لتصنيف غير دقيق لهؤلاء الأشخاص وقدرتهم على الاتصال تأثيرات بعيدة المدى، متنوعة من الصعوبات اليومية في التفاعل مع الأطفال المصابين بالتوحد، إلى خلق بيئات غير آمنة لهم وزيادة خطر تعرضهم للتمييز.
ظهرت عبارة “عمى العقل” أول مرة عام 1985 للإشارة إلى “العجز العقلي” الملاحظ لدى الأفراد المصابين بالتوحد. وهذا يشير إلى القدرة على وضع نفسه في مكان شخص آخر وتخيل أفكاره ومشاعره. وقد أسس البروفيسور سايمون بارون كوهين، أستاذ علم النفس والطب النفسي في جامعة كامبريدج، هذه النظرية.
وتشير “نظرية العقل” إلى القدرة على توقع أفعال الناس وفهم أن لديهم معتقدات ورغبات وآراء مختلفة. ومن المعروف أن هذه القدرة ضعيفة لدى أطفال التوحد. لذا، استخدام مصطلح “العمى العقلي” لوصف الأطفال المصابين بالتوحد يؤذيهم ولا يستند إلى حقائق علمية دقيقة.
العلماء يرفضون وصف الأطفال المصابين بالتوحد بأنهم يعانون من “عمى العقل” لأن ذلك يوحي بأن القدرة العاطفية لا يمكن تطويرها. لكن في الواقع، يمكن تطوير قدراتهم العاطفية من خلال التدريب، على الرغم من أنه قد لا تكون بنفس مستوى الأطفال النموذجيين.
يشير تأخر أطفال التوحد في فهم مشاعر الآخرين إلى عدم امتلاكهم لنظرية العقل، ولكن ذلك لا يعني أنهم غير قادرين على تطوير هذه القدرة بالكامل.
لا يوجد علاج طبي معروف للتوحد، ولكن العلاجات السلوكية يمكن أن تكون مفيدة وتساعد في تعويض الصعوبات. نسبة انتشار اضطرابات طيف التوحد تقدر بين 0.3 و0.7%، وزيادة الوعي بهذا الاضطراب في السنوات الأخيرة يمكن أن يشرح زيادة حالات التشخيص. الذكور هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بنسبة تقدر بـ 3 إلى 1 مقارنة بالإناث. يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من صعوبات في التواصل الاجتماعي والتعبير اللفظي وغير اللفظي. يمكن أن يكونوا منعزلين في الطفولة ويبقون متمركزين حول أنف