الشائعات وتأثيرها علينا وكيف نحاول ان نتأكد منها

الشائعات هي أخبار غير مؤكدة أو مزورة تنتشر بين الناس بقصد أو بدونه، وتحمل في طياتها خطورة كبيرة على المجتمع والأمن والاستقرار.

 الشائعات تستهدف النفوس الضعيفة والمتأثرة بسهولة، وتسعى إلى خلق حالة من الفوضى والرعب والاضطراب. لذلك، يجب على كل فرد أن يكون حذراً ومتيقظاً عند سماع أي خبر أو معلومة، وأن يتحقق من مصداقيتها قبل نشرها أو تصديقها.

حيث يعاني المجتمع العربي من ظاهرة الشائعات التي تنتشر بسرعة في عصر الاتصالات والتكنولوجيا. 

الشائعات هي أخبار غير صحيحة أو مغلوطة تروج بقصد أو بدونه لإثارة البلبلة والفتنة والتأثير على الرأي العام. 

تؤثر الشائعات سلبًا على المجتمع من حيث الأمن والاستقرار والثقة والتنمية. 

لذلك، يجب على كل فرد أن يكون مسؤولًا وواعيًا ونقديًا في التعامل مع المعلومات التي يتلقاها.

الأسباب:

هناك عدة أسباب تقف وراء انتشار الشائعات في المجتمع، منها:

الجهل والتخلف: فبعض الناس لا يملكون مستوى كافٍ من التثقيف والثقافة، فلا يستطيعون التفريق بين الحقيقة والخيال، أو بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.

الانفعالية والانجذاب: فبعض الناس يتأثرون بسهولة بالأخبار التي تلامس مشاعرهم أو تؤكد مواقفهم أو تبرز هوياتهم، دون التحقق من صحتها أو نية من يروج لها.

المصالح والأجندات: فبعض الجهات تستخدم الشائعات كأداة لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، على حساب مصلحة المجتمع وسلامته.

الآثار:

للشائعات آثار سلبية كبيرة على المجتمع، منها:

زعزعة الأمن والاستقرار: فالشائعات تثير الخوف والذعر والشك في نفوس الناس، وتزرع بذور الفرقة والكراهية والصراع بين مكونات المجتمع.

تضييع الثقة والمصداقية: فالشائعات تخل بالثقة بين الحكومة والشعب، وبين المؤسسات والأفراد، وبين المصادر الإعلامية والمستهلكين، مما يؤدي إلى حالة من التشويش والارتباك.

إضاعة الفرص والطاقات: فالشائعات تحول دون التركيز على المشاريع والبرامج التنموية، وتضيع جهود وطاقات الناس في مطاردة الأوهام والأكاذيب، مما يؤثر على النمو والازدهار.

الحلول:

هناك عدة حلول يمكن اتباعها للحد من الشائعات ومواجهتها، منها:

التثقيف والتوعية: فعلى الحكومة والمؤسسات والمنظمات والأفراد أن يقوموا بحملات تثقيفية وتوعوية لرفع مستوى الثقافة والوعي لدى الناس، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء والمسؤولية.

التحقق والنقد: فعلى كل فرد أن يكون حذرًا ومتيقظًا عند سماع أي خبر أو معلومة، وأن يتحقق من مصدرها ودقتها وغرضها، وأن يستخدم عقله وحسه النقدي في تقييمها.

المصادرة والمحاسبة: فعلى الجهات المختصة أن تتخذ الإجراءات اللازمة للكشف عن مصادر الشائعات والجهات التي تروج لها، وأن تحاسبها قانونيًا وأخلاقيًا على ما ارتكبوه من جرائم ضد المجتمع.

يعود تاريخ الشائعات إلى العصور القديمة، حيث كانت تستخدم كأداة للتأثير على الرأي العام أو لإضفاء الشرعية على الحكام أو لإثارة الحروب أو للانتقام من الأعداء.

 في الإسلام، حذر القرآن والسنة من خطورة الشائعات والكذب والافتراء، وأمر المسلمين بالتثبت من صحة الأخبار قبل نقلها. 

الآن ، ازداد انتشار الشائعات بفضل تطور وسائل الإعلام والاتصال، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي سهلت نقل المعلومات بسرعة وانتقائية.

حيث تجعل الشائعات  الرأي العام رأياً مضللاً وقوةً ضاغطةً تفرض هيمنتها على الحكومة وصانعي القرار فيها باعتبارها قوة اجتماعية لها وقعها فيما يُشرع من قوانين وأحكام، ممّا يؤدّي إلى العجلة إقرار بعض القوانين أو التمهل للتراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزيف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق.

تثير الخوف والذعر والشك في نفوس الناس، وتزرع بذور الفرقة والكراهية والصراع بين مكونات المجتمع، مما يزعزع الأمن والاستقرار، ويخل بالثقة بين الناس والاهل والصحاب .

تستغلها بعض الجهات لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، على حساب مصلحة المجتمع وسلامته، فتستخدمها كأداة للتأثير على الرأي العام أو لإضفاء الشرعية على الحكومات أو لإثارة الحروب أو للانتقام من الأعداء.

الشائعات هي خطر يهدد المجتمع بكل مكوناته، ويجب على كل فرد أن يكون جزءًا من الحل لا من المشكلة. فلنكن جميعًا سببا للخير، ولا نكون سببا في نشر الشر. فالحق هو الذي يبقى، والباطل هو الذي يزول.

فلنتحقق من صحة الأخبار قبل نقلها أو تصديقها، ولنستخدم عقولنا وحسنا النقدي في تقييمها. كما لنتثقف ونتوعى بالحقائق والمعلومات التي تفيدنا في حياتنا. كذلك لنتكاتف ونتلاحم كأخوة في الإسلام،  فإذا اجتمع قلب المسلمين على حب الله وطاعته، فلا شئ يستطيع هزهم أو ضربهم.

                                                Ahmed Elsayed Ewida