in

صحيفة روسية: كيف تغلبت موسكو على الغرب بالانسحاب من صفقة الحبوب؟

ذكرت صحيفة “فزغلياد” الروسية في تقريرها أن انسحاب روسيا من صفقة الحبوب قد جاء كتحرك استراتيجي لموسكو للتغلب على الانتقادات الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار السياسي الهام أتاح لروسيا الفرصة لجني الفوائد منه، مما جعله الأكثر أهمية في الفترة الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أن طلب قادة الدول الأفريقية لموسكو بالعودة للمشاركة في صفقة الحبوب كان من بين المواضيع التي ناقشت خلال القمة الروسية الأفريقية الأخيرة. وأكدت أن الأسباب التي دفعت روسيا لاتخاذ هذا القرار لا تزال قائمة.

وبين التقرير أن انسحاب روسيا من الصفقة أثر إيجاباً على المزارعين الروس وعلى الدولة بشكل عام، حيث ارتفعت أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، مما يعني زيادة الإيرادات للشركات الروسية والحكومة. ومن المتوقع أن يكسب القطاع الزراعي الروسي مبلغا إضافيا يصل إلى 1.8 مليار دولار إذا تحققت توقعات صندوق النقد الدولي بزيادة سعر القمح بنسبة 15٪.

وأشار التقرير إلى أن اختفاء الحبوب الأوكرانية من السوق العالمية زاد من حاجة الأسواق العالمية للحبوب الروسية، وهو الأمر الذي يعتبر تحديًا لقطاع الخدمات اللوجستية. ومع ذلك، فإن الحاجة العالمية للقمح تعتبر حافزًا للبحث عن حلول لهذه المشكلات، حيث تعزز صادرات الحبوب الروسية الأسعار المحلية وتعزز الإيرادات والضرائب.

وأوضح التقرير أن المزاعم التي تزعم أن الحبوب الأوكرانية تساهم في مكافحة الجوع في الدول الفقيرة مجرد خدعة دعائية. فمن خلال صفقة الحبوب السابقة، كانت نسبة الحبوب المصدرة من أوكرانيا للدول الأكثر فقرًا تقل عن 3٪، بينما استفادت دول غرب أوروبا من معظم الحبوب الأوكرانية، بما في ذلك الأعلاف.

وأكد التقرير أن وعد روسيا بتزويد الدول الأفريقية الأكثر فقرًا بالحبوب مجانًا ليس مجرد صدقة فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تعويض احتمال زيادة أسعار الحبوب الغذائية. وسيساعد هذا التزويد المزارعين المحليين على بيع الحبوب التي لا يوجد لديهم مرافق تخزين، وبالتالي ستتم المشتريات وتسليم الحبوب إلى الدول المعانية من الجوع على حساب الميزانية.

بهذه الطريقة، تمكنت روسيا من التغلب على الانتقادات الغربية وتعزيز موقعها في سوق الحبوب العالمية.

اترك تعليقاً

هل أعجبك المقال ؟

124 Points
Upvote Downvote

نصائح لتحسين الثقه بالنفس

فوكوياما في مقابلة مع بلومبيرغ: هل وصلت الديمقراطية إلى نهايتها؟