الصحفي العربي فارس
تقرير: أوكرانيا تصبح البلد الأكثر تلوثًا بالألغام في العالم
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريرًا يكشف أن أوكرانيا أصبحت أكثر دولة ملغومة في العالم، حيث ألقت الحرب بظلالها السوداء على هذا البلد لتشجع تراكم كميات هائلة من الألغام والقنابل غير المنفجرة والمتفجرات الأخرى. تمتد المنطقة الملغومة في أوكرانيا على مساحة تقدر بنحو 176 كيلومترًا مربعًا، وتشكل تحديًا طويل الأمد يستغرق قرونًا وتكلفة مليارات الدولارات لإعادة تأهيلها.
وفي هذا السياق، أكدت مجموعة “ماينز” الاستشارية المعنية بإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة أن الكمية الهائلة من الذخائر في أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في الثلاثين عامًا الماضية. ويشار إلى أن تركيز الذخائر في أوكرانيا يجعل تلوثها يفوق تلوث البلدان الأخرى الملغومة بشدة مثل أفغانستان وسوريا.
وقد أشار التقرير إلى أن وجود الألغام والمتفجرات في أوكرانيا يشكل تهديدًا حقيقيًا، حيث تسببت تلك المتفجرات بخسائر كبيرة بين المدنيين. حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 298 قتيلاً مدنيًا، بما في ذلك 22 طفلاً و632 رجلًا وامرأةً، منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022 وحتى يوليو/تموز 2023.
ورغم أن كلاً من روسيا وأوكرانيا يستخدمان الألغام، إلا أن القوات الروسية ارتكبت انتهاكات صارخة من خلال زرع الألغام على خطوطها الأمامية بكثافة، بينما استخدمت أوكرانيا نوعًا واحدًا على الأقل من الألغام المضادة للأفراد. ناهيك عن انفجار السد الكارثي في كاخوفكا في يونيو/حزيران الماضي، والذي أعاق جهود التطهير بشكل كبير.
لا يقل الانتباه عن أن إزالة الألغام لن تكون سهلة وميسورة التكلفة، إذ تقدر التكلفة بنحو 37.4 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة. كما تشير التقديرات إلى أنها تحتاج إلى جهود مكثفة وتخطيط استراتيجي مشترك من الجهات المعنية لإعادة أراضي أوكرانيا إلى الأمان والاستقرار.
بصورة عامة، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في التعامل مع هذه المتفجرات الخطرة التي تهدد حياة السكان وتعيق تنمية المناطق الملغومة. ومن الضروري أن يعمل المجتمع الدولي بشكل وثيق لتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، وذلك من أجل تغليب الأمن والسلام والحفاظ على حياة الأبرياء في هذا البلد المنكوب.
