الصحفي العربي فارس
تقدم “المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات” تقريرا يشير إلى المنافسة الشرسة بين الدول الكبرى على السيطرة على إفريقيا بهدف تحقيق مصالحها وزيادة نفوذها في القارة الواعدة. يلاحظ التقرير أن هذه الدول تستخدم شركات الأمن الخاصة كأداة لتحقيق أهدافها.
يعتزم الأنجلوساكسونيون خوض معركة جديدة للنفوذ في إفريقيا، حيث أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عزم بلاده على تعزيز التعاون الأمني مع الدول الأفريقية وتقديم برامج تدريبية للوحدات العسكرية المحلية. ويدعو كليفرلي إلى تقديم الغرب خيارات بديلة لأفريقيا في مجال التنمية، تختلف عما تقدمه روسيا أو الصين.
يشير التقرير إلى أن دول العالم بشكل عام تسعى لتوفير الحماية لتحقيق مصالحها الطويلة الأجل، لكن تلجأ إلى التشكيلات الشبه العسكرية، مثل شركات الأمن الخاصة، عندما يكون التدخل المباشر للجيش غير عملي أو مستحيلاً. في إفريقيا، تعمل العديد من الشركات الأمنية الخاصة الأجنبية، مثل إيجيس للخدمات الدفاعية البريطانية وأكاديمي وسيكوبكس الفرنسية، على تقديم الخدمات الأمنية.
كشف التقرير أن الموظفين في هذه الشركات غالبًا ما لا يتم محاسبتهم أو رقابتهم، حيث تبرم اتفاقيات بشأن عدم الإفصاح عن طبيعة عملهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه في كثير من الأحيان لا يكشف الجهات المحلية عن علاقاتها مع هذه الشركات، التي تهدف دائمًا إلى الحفاظ على السلطة وتحقيق أرباح هائلة.
وفي الآونة الأخيرة، لفتت شركات الأمن الخاصة الصينية الانتباه في إفريقيا، حيث عززت الصين نفوذها الاقتصادي في القارة من خلال التعاقد مع 52 دولة إفريقية ضمن مبادرة الحزام والطريق. يتطلب الاستثمار الصيني الحماية، بما في ذلك الحماية الجسدية، لذلك تضطر السلطات الصينية إلى التعامل مع هذه المشاكل بنفسها، على عكس الشركات الأمنية الروسية التي تخضع لرقابة صارمة من وزارة الأمن العام الصينية.
تعمل روسيا أيضًا على تطوير القوات المسلحة المحلية في العديد من الدول الأفريقية، حيث أبرمت اتفاقيات رسمية بهذا الصدد. ويرى التقرير أن السلطات الأميركية تهتم بوجود وحدات الشركة الروسية المعروفة بفاغنر في ليبيا والسودان وموزمبيق والجمهورية الأفريقية الوسطى وبوركينا فاسو.
في الختام، يلاحظ التقرير أن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية طرح مسألة وجود وحدات فاغنر خلال مفاوضاته في ليبيا. ويشير التقرير إلى أن الظروف الجديدة ربما تفتح المجال أمام المفاوضات في هذا الصدد.
