Yasmina
أنا طالبة في كلية الطب ومنذ صغري كنت شخصية ملتزمة ومجتهدة دراسياً. أقضي معظم وقتي في المنزل ونادرًا ما أخرج إلا للضرورة. ليس لدي أصدقاء ولم أكن عادةً أقوم بتكوين صداقات أو إقامة علاقات اجتماعية بسبب التربية المنغلقة التي حصلت عليها من والدي الانطوائي. لكن للأسف، مؤخرًا أشعر بالملل واليأس والكره للحياة. فقد فقدت سعادتي ولم أعد متحمسة لاستكمال دراستي كما كنت في السابق. أشعر بالحزن معظم الوقت ويصاحبه مزاج سيء، خاصة في الصباح، وأجد صعوبة في النوم ليلاً. أرغب في العودة إلى كيفية كنت عليها وأحتاج تشخيصًا لحالتي التي أصبحت محيرة بالنسبة لي.
بناءً على استفسارك، تم توجيه استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت الخبير في الصحة النفسية. يود أولاً أن يشدد على بعض النقاط الإيجابية التي ذكرتها في رسالتك، ومن ثم يقدم بعض الإرشادات والتوجيهات استجابة لاستشارتك.
أحد الجوانب المهمة للصحة النفسية هو الالتزام بالجانب الإنساني والعمل التطوعي. لكي تكوني نفسيًا صحية وسعيدة في حياتك، يجب أن تسألي نفسك ماذا تقدمين للآخرين بوجودك؟ إذا كانت لديك إجابة واضحة على هذا السؤال من خلال مهنتك أو أنشطتك التطوعية، فقد تحققت واحدة من أهم جوانب الصحة النفسية ذاتها.
دراستك للطب هي شيء رائع، حيث تساهم بشكل كبير في تحقيق الجانب الإنساني النفسي في حياتك من خلال مساعدة المرضى وتخفيف آلامهم. العطاء هو جزء مهم من صحتنا النفسية، فأنت بذلك تصبحين جزءًا من عملية شفاء المرضى وتدخلين البهجة والسرور في حياتهم بعد أن تصبحين طبيبة ماهرة. هذا يجب أن يكون دافعًا إيجابيًا لك ويساعدك على العودة إلى طبيعتك بسرعة.
الالتزام والاجتهاد الذي تظهرينهما أيضًا يساعدان في التعافي السريع من مشاعر اليأس والإحباط. يمكنك أيضًا البحث عن قائمة تسمى “نقاط القوة الشخصية” وتطبيقها في حياتك اليومية. هذه القائمة تحوي صفات تقويتك وقدراتك. يمكنك قراءتها يوميًا ووضع علامة على كل صفة تجدها في نفسك. هذا يساعد في التخلص من الأفكار السلبية والمزعجة ويمنع الوقوع في الاكتئاب إذا تم ممارسة هذه العادة بانتظام.
بالإضافة إلى ذلك، بعض الأعراض التي ذكرتيها هي عرضية لاضطراب الاكتئاب. إذا استمرت هذه الأعراض بشدتها لمدة أسبوعين على الأقل يوميًا دون أي تحسن، فقد تحتاجين إلى إجراء بعض التحاليل الطبية وزيارة أخصائي الصحة النفسية لتقييم حالتك بشكل موضوعي.
من فضلك استشيري الطبيب لتقييم حالتك بشكل سليم.
