زلزال المغرب وكيف نقيس شدة الزلزال وما هي اسبابة مع خالص التعاز

السادة المغاربة الأحباء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلب مفجوع وروح مؤلمة تلقينا نبأ زلزال المغرب المروع، الذي ضرب جبال الأطلس في صباح يوم 16 سبتمبر 2023، وأودى بحياة مئات من إخواننا وأخواتنا، وجرح آلاف آخرين، ودمر منازلهم ومساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم.

أعبر عن خالص تعازينا وعميق مواساتنا لكم في هذا المصاب الجلل، ونشارككم أحزانكم وآلامكم في هذه الفاجعة الكبيرة، التي لا تصيبكم أنتم فقط، بل تصيبنا جميعًا كأمة إسلامية وعربية وإنسانية.

ندرك مدى صعوبة ما تمرون به من ظروف قاسية وتحديات شديدة، فقد خسرتم أعزّ ما تملكون من أرواح وأموال، وفقدتم أغلى ما تحبون من أهل وأصحاب.

 ولكن نذكركم بقول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون} [البقرة: 155-157]. 

ونذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [رواه مسلم].

نحثكم على الصبر والثبات والتفاؤل في هذه المحنة، ونطلب من الله تعالى أن يغفر لموتاكم ويرحمهم، وأن يشفي جرحاكم ويعافيهم، وأن يعوض خيرًا على مفقوديكم، وأن يرزقكم الصبر والسلوان. كما نطلب من الله تعالى أن يحفظ بلادكم من كل سوء وشر، وأن يديم عليكم الأمن والأمان والسلام.

زلزال المغرب هو زلزال مؤلم للشعب المغربي والعربي والإنساني، فقد خلف الزلزال الذي ضرب المغرب في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 16 سبتمبر 2023، مئات القتلى والجرحى والمفقودين، ودمر العديد من المنازل والمساجد والمدارس والمؤسسات. 

 سأحاول تلخيص أهم المعلومات عن زلزال المغرب، استنادا إلى بعض المصادر الموثوقة.

 زلزال المغرب كان بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وكان مركزه في جبال الأطلس الكبير، على بعد حوالي 40 كيلومترا من مدينة مراكش. وأثر الزلزال على عدة مناطق في المغرب، خاصة إقليم الحوز وإقليم شيشاوة وإقليم قلعة السراغنة.

 أعلنت السلطات المغربية حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، وشنت حملات إنقاذ وإغاثة لمساعدة الضحايا. 

 تلقى المغرب تعازي وتضامن من عدة دول عربية وإسلامية وأجنبية، التي أعربت عن استعدادها لتقديم أي مساعدة مطلوبة.

 زلزال المغرب أثار الذعر والفزع بين سكان المغرب، خصوصا في مدينة مراكش التاريخية، التي شهدت انهيارات كثيرة في المدينة القديمة.

 روى بعض السكان كيف شعروا بالهزة الأولى التي استمرت لثوان قليلة، ثم تلاها هزة ثانية أقوى استمرت لأكثر من دقيقة، مما أدى إلى تصدع الجدران وسقوط الحطام. وأضاف بعضهم أنهم سمعوا صوت انفجارات قوية قبل أو أثناء الهزات. وأشار بعضهم إلى أنهم شعروا بالبرودة والظلام في ليلة الزلزال، حيث اضطروا إلى قضاء الليل في الشوارع أو في سياراتهم أو في خيام طارئة. وأكد بعضهم أنهم شهدوا مشاهد مؤلمة للجثث والجرحى والمفقودين، وأنهم ساعدوا في عمليات الإنقاذ والإغاثة.

 زلزال المغرب كارثة طبيعية نادرة ومدمرة، أحزنت الشعب المغربي والعالم. 

يحتاج المغرب إلى مزيد من الدعم والتضامن لتجاوز هذه المحنة، وإعادة الإعمار والتنمية. 

تقدير شدة الزلزال

تقدير شدة الزلازل هو عملية تحديد مدى تأثير الزلزال على الناس والمباني والبيئة في منطقة معينة.

 هناك عدة طرق لتقدير شدة الزلازل، 

وأهمها:

 مقياس ميركالي المعدل: هو مقياس وصفي يستند إلى الملاحظات الشخصية للشهود والضحايا، ويصنف شدة الزلزال من 1 إلى 12، حيث 1 تعني زلزالًا ضعيفًا لا يشعر به إلا بعض الناس، و12 تعني زلزالًا عنيفًا يدمر كل شيء في نطاق واسع. هذا المقياس لا يعتمد على قياسات علمية دقيقة، وقد يختلف باختلاف الظروف المحلية والثقافية.

مقياس ريختر: هو مقياس رقمي يستند إلى قوة الأمواج الزلزالية التي تسجلها أجهزة الرصد الجيوفيزيائية، ويصنف شدة الزلزال من 0 إلى 10 أو أكثر، حيث كل درجة تعادل زيادة عشرة أضعاف في قوة الأمواج. هذا المقياس يعتمد على قياسات علمية دقيقة، ولا يتأثر بالمسافة أو الاتجاه من مركز الزلزال.

 مقياس مومنتو المغناطيسي: هو مقياس رقمي يستند إلى كمية الطاقة التي تحررها الزلازل، وتعتمد على حجم وشكل وانزلاق منطقة الانكسار في الصخور. وهو يصنف شدة الزلزال من 0 إلى 10 أو أكثر، حيث كل درجة تعادل زيادة 32 ضعفًا في قوة الطاقة. هذا المقياس يعتبر أكثر دقة

 من مقياس ريختر، خاصة للزلازل الكبيرة.

                                              Ahmed Elsayed Ewida