تشهد الليرة التركية انخفاضا حادا في قيمتها مقابل الدولار والعملات الأخرى في الفترة الأخيرة، ويرجع هذا التدهور إلى عدة عوامل اقتصادية وسياسية. قيمة الليرة التركية انخفضت من 2.8 مقابل الدولار في عام 2016 إلى حوالي 27 ليرة مقابل الدولار في الوقت الحاضر، مما يعادل تقريبا ضعف قيمتها السابقة.
تؤكد الخبراء على أهمية التصدي لهذه المشكلة، حيث يعتبرون التدهور الحالي لليرة التركية طبيعيًا نظرًا للتحديات الاقتصادية العالمية وتداعيات جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، يشددون على الحاجة إلى مبادرات للتعامل مع هذه الأزمة وإيجاد حلول دائمة لتعزيز الثقة في الاقتصاد التركي واستقرار الليرة.
تعود جذور تدهور الليرة التركية إلى أحداث متعددة، بدءًا من محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 والتعديلات الدستورية في العام التالي. وتفاقمت الأمور بعد ذلك بسبب التوترات مع الولايات المتحدة وأزمة القس الأميركي في عام 2018. وتأثرت الليرة أيضًا بالأزمات العالمية الأخرى.
تحدد خبراء الاقتصاد عدة عوامل أسهمت في تدهور الليرة التركية، بما في ذلك تأثير جائحة كوفيد-19 على القطاع السياحي وتراجع دخول العملات الأجنبية إلى البلاد. كما تأثر الاقتصاد التركي بالحرب الروسية الأوكرانية وزيادة أعداد اللاجئين وارتفاع أسعار العقارات. بالإضافة إلى ذلك، يربط الخبراء بين التدهور الحالي لليرة وموقف الرئيس الأردوغان من خفض الفائدة ورفضه تطبيق سياسة نقدية تقليدية، مما أدى إلى زيادة التضخم وتدهور الليرة.
تعمل الحكومة التركية على تنفيذ إصلاحات اقتصادية للحفاظ على استقرار الليرة وتعزيز الثقة في الاقتصاد التركي. وتشمل هذه الإصلاحات تعزيز الانضباط المالي والتشديد النقدي وإجراء إصلاحات هيكلية. ومن المتوقع أن تكون هذه الإصلاحات مرحب بها من قب