الصحفي العربي فارس
تحدث ديفيد أوتو، مدير مركز جنيف للأمن والدراسات الاستراتيجية في أفريقيا، عن الأحداث الأخيرة في النيجر وأشار إلى أنها لم تكن مفاجئة. وأكد أوتو وجود معارضة شديدة للوجود الفرنسي في البلاد، ويجب على فرنسا أن تتجهز لفقدان آخر قواعدها في القارة السمراء.
وقد أشار أوتو إلى أن دول غرب أفريقيا حذرت من احتمالية حدوث انقلاب عسكري في النيجر، ولكن لم تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذا الخطر.
وتساءل برنامج “ما وراء الخبر” عن الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الانقلاب بعد فشل انقلاب آخر قبل عامين، وكيف ستتعامل الدول التي لديها مصالح في النيجر مع هذا الانقلاب، وماذا ستفعل واشنطن وموسكو تجاهه.
من ناحيته، أشار أوتو إلى أن هناك توجهات دائمة لتقليد ما يحدث في الدول المجاورة، وهذا ما حدث في النيجر عندما قام العسكريون بتنفيذ ما حدث في مالي وبوركينا فاسو. وكان يجب على الحكومة أن تكون مستعدة لهذا الانقلاب.
أوتو اشار إلى أن هناك مصالح كبيرة لدى العسكريين في السيطرة على السلطة، وكانت الفرصة مواتية لهم لتنفيذ ذلك، حيث سيحصلون على دعم من مالي وبوركينا فاسو. وأكد أن الوقت قد حان لواشنطن لعدم توقع نتائج مختلفة من ضغوطها، على الرغم من المساعدات الكبيرة التي تقدمها للنيجر.
كما أشار أوتو إلى وجود معارضة للفرنسيين في النيجر، وعندما سلم الجيش السلطة من الحكومة المنتخبة المدعومة من باريس، يجب أن تكون مستعدة لفقدان آخر معاقلها في أفريقيا. وأضاف أنه لا يزال غير معروف من سيملأ الفراغ بعد فقدان فرنسا لمكانتها في البلاد.
من ناحية أخرى، يعتبر الدكتور كاميرون هادسون، الباحث الأفريقي والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الأسباب التي استند إليها الجيش النيجيري للانقلاب غير مقبولة ولا يمكن تبريرها. ويتساءل عن سبب الأخذ في الاعتبار مبررات العسكر للقيام بانقلاب على الحكومة المدنية المنتخبة.
ومن جهته، يرى المحلل السياسي الروسي رولاند بيجاموف أن روسيا عدم وصف ما حدث في النيجر بأنه انقلاب يعود إلى سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. ويرى بيجاموف أنه من السابق لأوانه الحديث عن تدخل روسيا في النيجر، ما لم يُطلب ذلك.
ومن الملاحظ أن الانقلاب في النيجر تلقى انتقادات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وعدد من الدول، بينما دعت روسيا إلى حل النزاع في البلاد من خلال الحوار.
