الصحفي العربي فارس
تجددت الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شمالي أم درمان. وقد شهدت العاصمة تحليقًا كثيفًا للطائرات الحربية التابعة للجيش. كما أفاد مصدر عسكري بأن دفاعات الجيش تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تتبع قوات الدعم السريع أثناء هجومها على سلاح المهندسين.
يؤكد عضو مجلس السيادة بالسودان ياسر العطا أن ضباط الجيش السوداني لا يمكن شراؤهم بأي ثمن، ويتوقع أن تشهد المعارك في الخرطوم منعرجًا حاسمًا. وسيستخدم الجيش في تلك المعارك أكبر قدر من القوة المميتة.
بعد 100 يوم من الحرب في السودان، وصل عدد الضحايا إلى 3900 قتيل على الأقل ومصادر طبية تشير إلى أن العدد الفعلي أعلى بكثير. وتعاني الأطفال من التهديدات الأكثر خطورة في هذه الحرب، حيث تلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة تقارير عن 2500 انتهاك لحقوق الطفل منذ بداية النزاع.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3.8 مليون شخص نزحوا داخلياً في السودان، بما في ذلك 1.9 مليون طفل. وقد تم تهجير 1.7 مليون طفل إضافي من ديارهم ويعانون الآن من الجوع والمرض والانفصال عن أسرهم.
أحد أسباب القلق الكبير هو تأثير الحرب على البنية التحتية والخدمات الصحية في السودان. فقد توقفت 62 مستشفى عن العمل بسبب الاشتباكات، وتعرضت 22 مستشفى للإخلاء القسري. بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية إلى 24 مليون شخص.
رغم جهود الوساطة التي تقوم بها أطراف إقليمية ودولية، لم تحقق أي جهود وقف دائم لإطلاق النار. وقد سعت الاتحاد الأفريقي ومنظمة “إيغاد” للتنمية بشرق أفريقيا لحل الأزمة، ولكن لم يتحقق أي تقدم في المحادثات غير المباشرة.
السودان على حافة الانهيار، وتتزايد التحذيرات من المجاعة ونقص المواد الأساسية. يقدر تكلفة الحرب بنحو 50 مليار دولار حتى الآن. تتطلع جميع الأطراف إلى حل سياسي يساهم في استعادة الاستقرار والديمقراطية في البلاد.
