in

قصة قصيرة

هذه قصة قصيرة عن التسامح اتمني ان تعجبكم

كانت لارا تستعد للخروج من المنزل للذهاب إلى عملها ، عندما سمعت صوت التلفزيون ينبه بوجود إعصار قوي يقترب من مدينتها. سارعت إلى النافذة ورأت السحب السوداء تغطي السماء، والرياح تهب بشدة، والأشجار تتمايل بخوف.

 شعرت بالرعب والقلق، واتصلت بزوجها أحمد، الذي كان في مكتبه في وسط المدينة.

لارا: أحمد، هل سمعت عن الإعصار؟

 أحمد: نعم، سمعت. لا تقلقي، أنا بخير. أنا في مبنى آمن، وسأبقى هنا حتى يمر الخطر.

لارا: حسنًا، احرص على نفسك. أنا أيضًا سأبقى في المنزل. لا تنسى أن تتصل بي عندما يهدأ الوضع.

 أحمد: حسنًا، حبيبتي. أحبك كثيرًا.

 لارا: وأنا أيضًا.

أغلقت لارا الهاتف، وأغلقت النوافذ والأبواب، وجلست في غرفة النوم، 

وصلَّت إلى الله أن يحفظها ويحفظ زوجها وجميع الناس من شر الإعصار. 

كانت تسمع صوت الرعد والبرق، والأشياء التي تطير في الهواء، والصرخات التي تخترق الصمت.

 شعرت بالخوف والحزن، ودعت الله أن يرحم المساكين الذين لا مأوى لهم.

فجأة، سمعت صوتًا عاليًا يشبه انفجارًا. نظرت إلى الخارج، ورأت أن الإعصار قد وصل إلى مدينتها، وأنه يدمر كل شيء في طريقه. رأت المباني تنهار، والسيارات تطير، والناس يهربون بذعر. شعرت بالفزع، وفكرت في زوجها. هل هو بخير؟

 هل سيستطيع النجاة؟ حاولت الاتصال به مرة أخرى، لكن الخط كان مقطوعًا. بكت بشدة، وطلبت من الله أن يحميه.

بعد ساعات طويلة من الانتظار والقلق، هدأ الإعصار، وانقشعت السحب. خرجت لارا من المنزل، وشاهدت المشهد المروع.

 كانت المدينة مدمَّرة بالكامل. لم تبقَ أثرٌ لحياتها السابقة. كان كل شيء محطَّمًا ومشوَّهًا. ركضت إلى مكان عمل زوجها، وبحثت عنه بين الأنقاض. لم تجد أحدًا. كانت تصرخ باسمه، وتبكي بيأس. أين هو؟ هل مات؟ هل فقدته إلى الأبد؟

فجأة، سمعت صوتًا مألوفًا يناديها. نظرت إلى الجهة التي جاء منها الصوت، ورأت زوجها يخرج من تحت كومة من الحديد والزجاج. كان ملطخًا بالدماء والغبار، ولكنه كان حيًا. صرخت بفرح، وركضت إليه، وعانقته بقوة.

 كان هو أيضًا يبكي، ويشكر الله على نعمة الحياة.

لارا: أحمد، أنت حي! أنت حي! الحمد لله!

 أحمد: لارا، حبيبتي! أنا سعيد جدًا أن أراكِ! كنت خائفًا أن أفقدكِ!

لارا: لقد خسرنا كل شيء، لكننا لم نخسر بعضنا. نحن محظوظون جدًا.

 أحمد: 

نعم، نحن محظوظون جدًا. الله كان معنا. لقد أعطانا فرصة جديدة للعيش.

لارا: نعم، لقد أعطانا فرصة جديدة للعيش. وسنستغلها بالخير والإحسان. وسنسامح كل من ظلمنا أو أساء إلينا. فالتسامح هو قوة الإنسان.

 أحمد: نعم، التسامح هو قوة الإنسان. والله يحب المتسامحين

بعد أن نجا لارا وأحمد من الإعصار، بدأوا في البحث عن مأوى ومساعدة. وجدوا أن بعض الجيران قد نجوا أيضًا، وتجمعوا معهم في قرية قريبة كانت متضررة بشكل أقل. 

هناك، تلقوا الإسعافات الأولية، والماء والطعام، والملابس والبطانيات، من قبل بعض المتطوعين الذين جاءوا من مناطق أخرى. 

كما تلقوا رسائل تضامن وتعزية من الأصدقاء والأقارب والزملاء، الذين سمعوا عن مصيبتهم.

لارا وأحمد شعروا بالامتنان لكل هذه المظاهر الإنسانية، وقرروا أن يساهموا في إعادة إعمار مدينتهم. لارا عادت إلى عملها لكي تساعد الناس مرة أخرى . أحمد انضم الي مكان العمل ،  كلاهما عملا بجد وإخلاص، وحاولا أن يخففا عن غيرهم من المتضررين.

بعد مرور بضعة أشهر، بدأت المدينة تستعيد حيويتها. تم إزالة الأنقاض، وإعادة بناء البيوت والمحلات والمدارس. تم تجديد الحدائق والشوارع والجسور. تم تنظيم حفلات ومهرجانات للاحتفال بالتغلب على المحنة. لارا وأحمد شاركوا في هذه الفرحة، وشعروا بالفخر بدورهم في إحياء مدينتهم. كان لديهم أحلام جديدة، وآمال جديدة، وخطط جديدة.

وفي يوم من الأيام، قرروا أن يزوروا المكان الذي كان منزلهم. لقد كان مكانًا خالًا من أي شيء. لكنه كان مكانًا غالٍ على قلوبهم. ففيه عشقوا بعضهم، وفيه تزوجوا، وفيه عشروا سوية. قاموا بزرع شجرة صغيرة في ذلك المكان، كرمز للحب والحياة. ثم احتضنوا بعضهم، وضحكوا.

 فقد كان لديهم شيء لا يستطيع الإعصار أخذه منهم: التسامح.

                     

                       Ahmed Elsayed Ewida 

Written by Ahmed Elsayed

اترك تعليقاً

هل أعجبك المقال ؟

التسامح وتأثيرة علي الفرد والمجتمع وكيف نتسامح ولماذا نتسامح ؟

دبلوماسية فرنسا في الفخ وماكرون يعاند على الساحل الأفريقي.